الصداع حالة شائعة يعاني منها كل شخص تقريبًا في مرحلة ما من حياته. يمكن أن يظهر هذا الانزعاج في أي جزء من الرأس، ويتراوح من تهيج خفيف إلى ألم مُنهك. إن فهم أسباب الصداع وأنواعه وعلاجاته يُساعد في إدارته والوقاية منه بفعالية.
ما الذي يسبب الصداع؟

يحدث الصداع نتيجة تفاعلات معقدة بين الدماغ والأوعية الدموية والأعصاب المحيطة. عندما تصبح بعض الأعصاب مفرطة النشاط، فإنها ترسل إشارات الألم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة. يمكن تقسيم الأسباب الجذرية للصداع إلى فئتين رئيسيتين: الصداع الأولي والصداع الثانوي .
الصداع الأولي
لا تُعزى هذه الحالات إلى حالة طبية كامنة، بل إلى عوامل تتعلق بنمط الحياة أو الاستعدادات الوراثية. تشمل المحفزات الشائعة ما يلي:
- تعاطي الكحول أو النيكوتين
- الأطعمة المصنعة التي تحتوي على النترات (على سبيل المثال، اللحوم الباردة)
- عادات النوم السيئة أو أنماط النوم غير المنتظمة
- وضعية سيئة، خاصة أثناء ساعات العمل الطويلة
- الإجهاد البدني المفرط
- تخطي الوجبات أو الجفاف
- حركات مفاجئة مثل السعال أو العطس أو الضحك الشديد
الصداع الثانوي
تنتج هذه الأعراض عن مشاكل صحية أخرى، وقد تشير إلى مشكلة أكثر خطورة. من الأسباب المحتملة:
- التهابات الجيوب الأنفية أو احتقانها
- الجفاف الشديد
- الإفراط في تناول الأدوية
- إصابات العمود الفقري أو مشاكل الرقبة
- إصابات الرأس أو الارتجاجات
- الحالات المتعلقة بالدماغ (على سبيل المثال، النزيف، وارتفاع ضغط الدم)
مناطق الصداع
يمكن لموقع ألم الصداع أن يُعطي مؤشرات على سببه. غالبًا ما يُصيب الصداع الأولي مناطق واسعة، بينما قد يرتبط الصداع الثانوي بمشاكل صحية مُحددة. تشمل مناطق الألم الشائعة ما يلي:
- الجزء الخلفي من الرقبة أو الرأس (غالبًا بسبب التوتر أو مشاكل العمود الفقري)
- الجبهة أو الصدغين (شائع في الصداع الناتج عن التوتر أو الجيوب الأنفية)
- جانب واحد من الرأس (وهو أمر شائع في الصداع النصفي أو الصداع العنقودي)
- حول العينين (قد يشير إلى ضغط الجيوب الأنفية أو الصداع النصفي)
أنواع الصداع
يتم تصنيف الصداع إلى أكثر من 150 نوعًا، ولكنها تنقسم عمومًا إلى مجموعتين:
1. الصداع الأولي
تنشأ هذه من فرط نشاط هياكل حساسة للألم في الرأس. تشمل الأنواع الشائعة ما يلي:
- الصداع التوتري (الأكثر شيوعًا، غالبًا بسبب التوتر أو سوء الوضعية)
- الصداع النصفي (ألم نابض، عادة على جانب واحد، وأحيانا مع الغثيان)
- الصداع العنقودي (ألم شديد قصير الأمد حول عين واحدة)
- الصداع اليومي المزمن (الألم المستمر الذي يستمر لأكثر من 15 يومًا في الشهر)
2. الصداع الثانوي
وهذه تنشأ من حالات طبية أخرى، مثل:
- الصداع الجيوب الأنفية (بسبب العدوى أو الحساسية)
- الصداع الناتج عن الإفراط في تناول الأدوية (الناجم عن الاستخدام المتكرر لمسكنات الألم)
- الصداع الرعدى (ألم مفاجئ شديد يشير إلى حالات طارئة مثل نزيف المخ)
بعض الأنواع النادرة تشمل:
- ألم نصفي مستمر (ألم مستمر في جانب واحد)
- نوبات نصفية من الصداع النصفي الانتيابي (نوبات قصيرة ولكن متكررة)
- الصداع العنقي (الناشئ عن مشاكل في الرقبة أو العمود الفقري)
الصداع الشديد والمستمر
الصداع المزمن – الذي يستمر لأكثر من ١٥ يومًا شهريًا – يتطلب عناية طبية. تشمل الأشكال الشائعة ما يلي:
- الصداع النصفي المزمن (المتطور من الصداع النصفي العرضي)
- ألم نصفي مستمر (ألم أحادي الجانب مع أعراض تشبه أعراض الصداع النصفي)
- الصداع اليومي المستمر الجديد (ألم مفاجئ لا هوادة فيه)
غالبًا ما تتضمن الإدارة طويلة الأمد تناول الأدوية وتعديلات نمط الحياة وتقنيات تقليل التوتر.
كيفية التخلص من الصداع؟
يعتمد العلاج على نوع الصداع:
- الصداع الأولي: حدد مسبباته وتجنبها (مثل التوتر وقلة النوم). قد تساعد مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية، لكن الإفراط في استخدامها قد يفاقم المشكلة.
- الصداع النصفي: قد يوصى باستخدام أدوية موصوفة طبياً مثل التريبتانات أو الأدوية الوقائية (مثل أدوية ضغط الدم أو مضادات الاكتئاب).
- الصداع الثانوي: علاج الحالة الأساسية (على سبيل المثال، عدوى الجيوب الأنفية، وارتفاع ضغط الدم).
ما هو مفيد للصداع؟
بالنسبة للصداع الخفيف، جرب هذه العلاجات المنزلية:
- كمادات باردة أو دافئة (توضع على الجبهة أو الرقبة)
- التمدد اللطيف أو التدليك (لتخفيف التوتر)
- الراحة في غرفة مظلمة وهادئة (خاصة في حالة الصداع النصفي)
- الترطيب والوجبات المتوازنة (لمنع محفزات الجوع أو الجفاف)
وتشمل التدابير الوقائية ما يلي:
- الحفاظ على وضعية جيدة
- جداول النوم المنتظمة
- تجنب المحفزات المعروفة (على سبيل المثال، الروائح القوية، بعض الأطعمة)
متى يجب عليك رؤية الطبيب؟
اطلب المساعدة الطبية إذا كنت تعاني من:
- الصداع المفاجئ والشديد مثل “الصداع الرعد”
- الصداع المصحوب بالحمى أو الارتباك أو تصلب الرقبة
- الصداع المتكرر الذي يتطلب مسكنات الألم اليومية
- الألم بعد صدمة الرأس أو عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا
- الأعراض العصبية (على سبيل المثال، تغيرات الرؤية، والضعف)
يمكن لمقدم الرعاية الصحية تشخيص السبب والتوصية بالعلاجات المستهدفة، مما يحسن نوعية الحياة على المدى الطويل