لكل منهم مهمة وأهمية مختلفة.
عادةً ما يكون الألم شديدًا لدرجة أنه يتلوى من شدة الألم على أمل زواله. بعد تناول علبة مسكنات وعلبتين من المضادات الحيوية، لا يُمكن الذهاب إلى طبيب الأسنان إلا بعد التأكد من عدم زواله. حتى عند وصوله إلى هذه المرحلة، بطبيعة الحال، لن يتبقى للسن أي بقايا، وعندها نقول: “ألا يمكننا خلعه؟”. عزيزي المريض، خلع السن ليس بالأمر الهيّن، وعلاجات الجسور أو الزرعات، التي يُمكن اعتبارها تعويضًا، لا تُعيد لنا راحة أسناننا الطبيعية. لماذا الانتظار حتى يقع في مشكلة بينما يُمكن التخلص منها بعلاجات بسيطة؟ بالنسبة للعديد من المرضى، الجواب هو الخوف من طبيب الأسنان، أي الخوف من مقاعدهم.
-لماذا أنت خائف؟
– لأنني سوف أتعرض للأذى.
– لماذا سوف تتأذى؟
– لقد تأذيت عندما كنت طفلاً.
كما هو الحال في كل شيء آخر، تصبح الأمور أكثر إشراقًا عندما نعود إلى الطفولة. إما تجربة مؤلمة مع طبيب أسنان في طفولتنا، أو خوف الوالدين من الطبيب والإبرة التي استخدموها كتهديد بسيط بالتسبب بالأذى، أو ذكريات أطباء الأسنان المخيفة التي تظهر أمامنا.
يا دكتور، ابتعد عني، إذا ذهبت للفحوصات الدورية (مرة كل 6 أشهر) بدلًا من منطق عدم الذهاب حتى يؤلمني سني، فلن تحدث مثل هذه التجارب. هل يتم إنقاذ التسوس في مرحلة الحشو، وتنظيف الجير قبل أن يتحول إلى انحسار اللثة، واضطرابات العلاقة بين الفك والأسنان عند الأطفال؟ مع علاجات تقويم الأسنان في الفترة المبكرة، يوجد علاج أكثر ديمومة وهذه الإجراءات غير مؤلمة وقصيرة الأمد. إن انتظار ألم السن يعني السماح للعدوى وبالتالي الالتهاب بالتقدم، والالتهاب هو أحد أكبر عقبات التخدير، أي تنميل السن. لذلك، حتى لو أجرى الطبيب التخدير، فقد تكون تجربة الطبيب هذه المرة مؤلمة. بمعنى آخر، الشخص الذي يجب أن يخاف منه الناس هو أنفسهم وليس الطبيب. إن نظافة الفم والأمراض، التي يتم إهمالها أحيانًا بسبب الكسل وأحيانًا بسبب قلة الاهتمام، تقدم لنا صورًا غير سارة للغاية.
إذا كنتَ تُقدّر نفسك، وتَوَجّه إلى الفحوصات في الوقت المُحدد، ولا تُهمل ألمك حتى يُصبح لا يُطاق، فالآن بين يدي الطبيب أن يكون وقتك على ذلك الكرسي بلا ألم. ما دام التخدير مُناسبًا، يبدأ السن بالتخدير ولا يشعر به المريض مهما كانت العملية.
هناك أيضًا خوف من الجهاز، الذي يصفه المرضى بأنه “الجهاز الذي يعمل بانفعال”. كنت أتمنى لو كان يُصدر صوتًا صامتًا، لكنه للأسف غير موجود، وشعورك بجميع العمليات التي تُجرى على أسنانك ميكانيكيًا، بالإضافة إلى الصوت، يُشعرك بأذى جسدي. الطريقة الوحيدة لتجنب ذلك هي الثقة بطبيبك. ابدأ رحلة العلاج مع طبيب تثق به. الثقة بين المريض والطبيب لا تُقدر بثمن لكليهما. هذه الثقة تُشعرك أيضًا بأنه لن يصيبك مكروه عند الجلوس على ذلك المقعد، وتمنحك شعورًا بالارتياح لثقتك بصحة الإجراءات.
لذلك، قم بإجراء هذه العملية مع طبيب تثق به وتأكد من استمرارية نظافة فمك من خلال الالتزام بمواعيدك وعدم إهمال الفحوصات الروتينية.
تذكر أن السن عضو، فلا يجب الاستهانة بفقدانه أو تلفه. نظافة الفم الجيدة قيّمة لصحتك، وجمال أسنانك قيّم لحالتك النفسية.
وأخيرا، دعونا نغسل أسناننا مرتين على الأقل يوميا ولمدة دقيقتين على الأقل ونقدر قيمة كل سن على حدة.
مستشفى ارديم – الخيار الصحيح لصحتك!