ما هو انخفاض السكر في الدم؟
تُعدّ العادات الغذائية السيئة وأنماط الأكل غير المنتظمة من الأسباب الرئيسية لانخفاض سكر الدم. فتناول وجبات غنية بالكربوهيدرات، أو تخطي وجبات الطعام، أو اتباع نمط حياة غير صحي قد يزيد بشكل كبير من احتمالية الإصابة بنقص سكر الدم.
قد تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات تهدد الحياة، خاصةً لمن يعتمدون على الأنسولين. لذا، من الضروري الحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن المعدلات الصحية، لأن تجاهل انخفاض سكر الدم أو تأخير العلاج قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو حتى الوفاة. وبما أن انخفاض سكر الدم قد يتطور دون سابق إنذار، فمن الضروري توخي الحذر. كما أن تناول الوجبات في مواعيدها الصحيحة وتقليل تناول السكر يُساعدان على منع حدوثه.
ما هي أعراض انخفاض السكر في الدم؟
تشمل العلامات المبكرة لانخفاض سكر الدم أعراضًا مثل الجوع الشديد، والارتعاش، والقلق، والتعرق، والدوار، والشحوب، وتسارع نبضات القلب. كما قد يحدث وخز في اللسان أو الشفتين، وضبابية في الرؤية. في هذه المرحلة، يمكن أن يساعد تناول السكر على استعادة مستويات السكر في الدم.
في الحالات المتوسطة، تزداد الأعراض وضوحًا، بما في ذلك الصداع، وآلام المعدة، وصعوبة الكلام، والخدر. عندما تنخفض مستويات السكر بشكل حاد – أقل من 50 ملغ/ديسيلتر – يحدث نقص حاد في سكر الدم، مما قد يؤدي إلى الإغماء بسبب نقص الجلوكوز في الدماغ.
في مثل هذه الحالات الحرجة، يُعدّ الحصول على الرعاية الطبية أمرًا بالغ الأهمية. قد يُستخدم اختبار تحمل الجلوكوز لتأكيد نقص سكر الدم. يتضمن ذلك إعطاء جرعة سكر، يليها فحص دم للتحقق من مستويات الجلوكوز. إذا ظلت مستويات الجلوكوز منخفضة بشكل غير طبيعي، يتم تشخيص الحالة.
هل يستجيب جميع مرضى السكري لانخفاض سكر الدم بنفس الطريقة؟
لا يعاني جميع مرضى السكري من انخفاض سكر الدم بنفس الطريقة. قد لا تظهر على البعض أعراضٌ نموذجية حتى عندما ينخفض مستوى سكر الدم لديهم إلى أقل من 60 ملغ/ديسيلتر. على سبيل المثال، قد يشعر شخصٌ ما بأنه طبيعي تمامًا حتى لو انخفض مستوى سكر الدم لديه إلى 45 ملغ/ديسيلتر.
السبب الدقيق لهذا التباين غير مفهوم تمامًا، ولكن من المحتمل أن يكون استخدام الأنسولين لفترات طويلة، أو انخفاض إفراز الجلوكاجون من البنكرياس، أو اختلالات في معالجة إشارات الدماغ. وقد ازداد شيوع هذه الظاهرة، المعروفة باسم “عدم الوعي بنقص سكر الدم”، مع ظهور علاجات الأنسولين البشري.
كيف يتم علاج نقص السكر في الدم؟
في حال الاشتباه في نقص سكر الدم، فإن الخطوة الأولى هي استخدام جهاز قياس سكر الدم لتأكيد مستويات السكر في الدم. إذا كانت القراءة أقل من 70 ملغ/ديسيلتر مع وجود أعراض، فيجب بدء العلاج فورًا. إذا حدث ذلك بعد تناول وجبة، فقد يفيد تناول 2-3 مكعبات سكر أو كوب صغير من العصير أو عصير الليمون. أما إذا حدث ذلك قبل موعد الوجبة بوقت قصير، فيُنصح بتناول الطعام فورًا.
إذا لم يُلاحظ أي تحسن بعد ١٠-١٥ دقيقة، يجب تكرار تناول السكر. في الحالات التي يفقد فيها الشخص وعيه ولا يستطيع تناول أي شيء عن طريق الفم، يجب إعطاء الجلوكوز أو الجلوكاجون عن طريق الحقن. يساعد الجلوكاجون على تحفيز الكبد لإطلاق السكر المُخزّن في مجرى الدم.
بما أن الأشخاص فاقدي الوعي لا يستطيعون علاج أنفسهم، فمن الضروري تدريب من حولهم – كالعائلة أو المعلمين أو زملاء الدراسة – على إعطاء الجلوكاجون. تُحقن هذه الحقنة، المتوفرة في الصيدليات، في العضل باستخدام محقنة. عادةً، تُعيد مستويات السكر إلى وضعها الطبيعي في غضون 15-20 دقيقة. في حال استمرار فقدان المريض للوعي، يجب إعطاء جرعة ثانية والاتصال بخدمات الطوارئ على الفور.
بالإضافة إلى معالجة الأعراض المباشرة، يهدف العلاج إلى حماية وظائف الدماغ ومنع حدوث نوبات مستقبلية. غالبًا ما تكون مراقبة مستوى الجلوكوز باستمرار ضرورية لتعديل خطط العلاج. يُنصح المرضى باتباع نظام غذائي متوازن واتباع عادات صحية. في بعض الحالات، قد يصف الأطباء أدوية للمساعدة في الحفاظ على مستويات الجلوكوز مستقرة. قد يتطلب استمرار انخفاض سكر الدم إجراء المزيد من الفحوصات لوظائف البنكرياس.
حمية نقص السكر في الدم
لتجنب نوبات نقص سكر الدم، ينبغي على مرضى السكري اتباع نظام غذائي مُخصص. ومن الضروري اتباع نظام غذائي غني بالألياف، يشمل الخضراوات والفواكه والبقوليات والحبوب والقمح الكامل. كما يُنصح بشوي اللحوم، مثل الدجاج والأسماك، وإزالة جلد الدواجن.
الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة – مثل المربى والمعجنات وحلوى الحلقوم والحلويات والكعك – قد تُسبب تقلبات حادة في سكر الدم، لذا يُنصح بتجنبها. وبدلًا من ذلك، تُوفر الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في معكرونة القمح الكامل والأرز البني والبقوليات تحكمًا أكثر استقرارًا في مستوى الجلوكوز.
يُنصح بتناول الفواكه الطازجة بدلًا من العصائر المُعبأة، والتي غالبًا ما تحتوي على سكريات مُضافة. يُمكن أن تُفاقم المشروبات مثل الكولا والقهوة المُحتوية على الكافيين والشوكولاتة الشعور بالتعب، لذا يجب التقليل منها. يُنصح بالامتناع تمامًا عن الكحول. يُنصح بتناول وجبات صغيرة ومتكررة على مدار اليوم للحفاظ على ثبات مستويات الطاقة والسكر في الدم.
ما هو نقص السكر في الدم التفاعلي؟
نقص سكر الدم التفاعلي هو انخفاض مفاجئ في سكر الدم يحدث بعد ساعتين تقريبًا من تناول الطعام. يؤدي رد فعل الجسم تجاه الوجبة إلى إفراز مفرط للأنسولين، مما يؤدي إلى انخفاض سريع في مستوى سكر الدم عن المعدل الطبيعي، مما يُسبب نمطًا مزمنًا يتطلب إدارة دقيقة.
كيف نفهم نقص السكر التفاعلي؟
السمة المميزة لنقص سكر الدم التفاعلي هي الشعور الشديد بالضعف أو الجوع المفاجئ بعد ساعتين إلى أربع ساعات من تناول الطعام. قد يصاحب ذلك رغبة عارمة في تناول الأطعمة السكرية. كما تصاحب هذه الحالة تغيرات عاطفية، مثل الانفعال والأفكار السلبية وسوء المزاج.
النظام الغذائي وانخفاض سكر الدم التفاعلي
يجب على الأشخاص المصابين بنقص سكر الدم التفاعلي الالتزام بنظام غذائي محدد. يجب عليهم تجنب الصيام لأكثر من ثلاث ساعات، وتناول من 6 إلى 8 وجبات صغيرة يوميًا. يجب أن توازن الوجبات بين البروتينات والدهون والكربوهيدرات، مع التركيز على الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه والخضراوات والأطعمة الغنية بالألياف.
من الضروري تجنب السكريات البسيطة والأطعمة الدهنية. إلى جانب التغييرات الغذائية، يلعب النشاط البدني المنتظم دورًا رئيسيًا في إدارة الأعراض وتحسين جودة الحياة.
كيف يتم علاج نقص سكر الدم التفاعلي؟
إلى جانب تعديلات نمط الحياة والنظام الغذائي، قد تُوصف أدوية تُساعد على ضبط مستويات الأنسولين في بعض الحالات. عادةً ما يتجنب العلاج تناول الأدوية إلا عند الضرورة القصوى، وتُحدد جرعات الأدوية بناءً على أنماط سكر الدم.
تشمل الإدارة طويلة الأمد مراقبة مستوى الجلوكوز باستمرار، وتخطيط الوجبات، واتباع روتين يومي منظم تحت إشراف طبي. كما ينبغي تحديد الأسباب الكامنة ومعالجتها فورًا. يُعدّ الحفاظ على نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والعناية الذاتية الشاملة عناصر أساسية للإدارة طويلة الأمد.
يُنصح مرضى السكري الذين يتلقون الأنسولين، والذين يعانون من نقص سكر الدم التفاعلي، بحمل وجبة خفيفة سكرية دائمًا لحالات الطوارئ. مع ذلك، ينبغي اعتبار هذه الوجبات حلولًا مؤقتة. النهج الصحي الأمثل هو تلبية احتياجات السكر من خلال الأطعمة الطبيعية كالفواكه والخضراوات، مع تجنب الحلويات المصنعة.